حياة نيوتن ودراسته العلمية
وُلد العالم الإنجليزيّ إسحاق نيوتن عام 1642م، في مدينة
لنكولنشاير في إنجلترا، وهو نجل لمزارع إنجليزيّ تُوفّي قبل ولادته بـ 3 أشهر، عاش
نيوتن سنوات طفولته الأولى مع جدّته بعد أن تزوّجت والدته، وتوقّف عن تعليمه لفترة
من الزمن بعد محاولات فاشلة لتحويله للعمل كمزارع، ثمّ التحق فيما بعد بمدرسة كينجز
في منطقة غرانثام القريبة من مكان سكنه، وتَبعها بالالتحاق بكليّة الثالوث في جامعة
كامبريدج في عام 1661م.
سلك نيوتن المنهج الكلاسيكيّ في كامبريدج في بداياته، ولكنّه
أُعجِب بأعمال الفلاسفة المعاصرين مثل رينيه ديكارت، وخصّص مجموعة من الملاحظات لقراءاته
الفلسفية الخارجية، ووضعها تحت عنوان " أسئلة فلسفية معيّنة"، وعندما تسبّب
الطاعون بإغلاق جامعة كامبريدج لأبوابها عام 1665م، عاد نيوتن لمنزله وبدأ في وضع نظرياته
في حساب التفاضل، والتكامل، وعلوم الضوء، والألوان
كان نيوتن أحد قادة الثورة العلمية في القرن الـ 17، واختصّ
في علوم الفيزياء والرياضيات، ومن أهمّ الكتب التي كتبها كتاب "المبادئ الرياضية
للفلسفة الطبيعية" في عام 1687م، والذي اعتُبر أحد أهمّ الأعمال في تاريخ العلم
الحديث أصبح نيوتن أحد أشهر وأغنى الشخصيات في قارة أوروبا، وذلك بسبب اكتشافاته العلمية
التي ساهمت في تطوّر العلوم وتقدّمها، وبسبب المكانة التي وصلها في ذلك الوقت واستثماره
الصحيح لدخله، ويُعرف عن نيوتن مساهمته بالعديد من الأعمال الخيرية
سنوات نيوتن الأخيرة ووفاته
كانت حياة نيوتن بعيدةً عن الكمال والمثالية، فعاش حياته
دون أن يتزوّج، ولم يكوّن صداقات قويّة في حياته، وفي أعوامه الأخيرة ذكر بعض أصدقائه
القلائل أنّه تكوّنت لديه العديد من الاستفسارات العلمية الغريبة والتي شكّكت بسلامة
عقله، وعاش نيوتن آخر أيامه في منطقة كرانبري بارك بالقرب من مدينة وينشستر، مع ابنة
أخته كاثرين وزوجها جون كوندويت، عانى نيوتن من مشاكل هضميّة عديدة مع بلوغه سنّ الثمانين،
ممّا أدّى إلى تغيّر كامل في نظامه الغذائي وصعوبة بالغة في قدرته على الحركة، وفي
عام 1727م أصاب نيوتن ألم شديد في بطنه وفقد على إثره الوعي، وتُوفّي في اليوم التالي
عن عمر يناهز 84 عاماً.
حياة نيوتن العلمية
اكتشف العالم نيوتن العديد من الاكتشافات العظيمة التي كان
لها تأثير واضح في تطوّر العلوم وتقدّمها، ومن أهمّ اكتشافاته ما يأتي
قوانين نيوتن للحركة: وضع العالم نيوتن 3 قوانين أساسية في
علم الحركة وسُمّيت باسمه، وتتناول هذه القوانين وصف للأجسام الثابتة والمُتحركة، وتأثير
القوى الخارجية عليها، والعوامل المؤثرة على هذه القوى من كتلة وتسارع
قانون نيوتن الأول: يتعلّق هذا القانون بالقصور الذاتي للأجسام،
وينصّ على أنّ الجسم الساكن يبقى ساكناً، ما لم تؤثّر عليه قوة خارجية تدفعه للحركة،
والجسم المتحرّك يبقى متحرّكاً، ما لم تؤثر عليه قوّة تُوقف حركته".
قانون نيوتن الثاني للحركة: يختصّ هذا القانون بحساب القوّة،
حيث ينصّ على أنّ القوة تساوي كتلة الجسم مضروبةً في تسارعه، ويصف هذا القانون وزن
الأجسام حيث تساوي كتلة الجسم مضروبة في تسارع الجاذبية الأرضية.
قانون نيوتن الثالث: ينصّ القانون على أنّ لكلّ فعل ردّ فعل
مساوٍ له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه، وهذا يعني أنّه إذا أثّر جسم على آخر بقوّة
معينة فإنّ الجسم الثاني يبذل قوّة مساوية في المقدار ومعاكسة لاتجاه الجسم الأول.
الجاذبية الأرضية: يُعدّ نيوتن أول من اكتشف قوّة الجاذبية،
والتي أدرك بسببها أنّه توجد قوّة جذب بين أيّ جسمين، وترتبط هذه القوّة ومقدارها بكتلة
الجسمين حيث إنّ الجسم ذي الكتلة الأكبر يجذب الأجسام نحوه، وهذا سبب سقوط التفّاحة
نحو الأرض وعدم ارتفاعها للأعلى وذلك لأنّ كتلة الأرض الكبيرة تجذب الأجسام نحوها اعتقد
نيوتن بأنّ الجاذبية أوسع من أن تكون محصورةً بالكرة الأرضية والأشياء الموجودة عليها،
حيث يمكن أن تكون مرتبطةً بجميع الأجسام في الكون، ممّا دفع نيوتن لحساب القوّة اللازمة
لإبقاء القمر في مداره حول الأرض، وقارنها بالقوّة التي تجعل تفاحةً تسقط باتجاه الارض،
مع الأخذ بعين الاعتبار بأنّ كتلة القمر أكبر بكثير من التفاحة، وأنّ المسافة الفاصلة
بين الأرض والقمر كبيرة جداً، فوجد أنّ القوى مُتماثلة وأنّ القمر يدور في مداره حول
الأرض بسبب الجاذبية الأرضية
شكل الأرض: اعتقد نيوتن بأنّ الكرة الأرضية ليست كرةً مثاليةً،
وأنّها مفلطحة بشكل بسيط عند قطبيها، كان اعتقاده هذا بناءً على حسابات رياضية وهندسية
تأخذ بعين الاعتبار قوى الجاذبية والطرد المركزي، وتأكّدت هذه النظرية من خلال بعثات
بيرو العلمية عام 1735م، ولابلاند عام 1736م، حيث ثبت أنّ قطر الأرض الاستوائي يبلغ
12755.66 كم، أمّا قطرها القطبي فيبلغ 12713.82 كم
تحليل اللون الأبيض واختراع التلسكوب: اكتشف نيوتن طريقة
تحليل الضوء الأبيض، مما ساهم في تطوّر ظاهرة الألوان في علم الضوء ووضْع أساسات علم
البصريات في الفيزياء الحديثة كما اخترع نيوتن جهاز التلسكوب العاكس والذي تطوّر استخدامه
لاحقاً**
إنجازات أخرى: تعدّدت إنجازات نيوتن العلمية، فبالإضافة لإنجازاته
الشهيرة التي قدّمها للعلم، فإنّ له إنجازات أقلّ شهرةً كصياغة قانونٍ تجريبيّ للتبريد،
ودراسة سرعة الصوت، ووَضْع مفهوم المائع النيوتوني، وهو مصطلح يُطلق على الموائع التي
تكون فيها علاقة القوة والتشوّه علاقةً خطيةً مع الوقت، بالإضافة لاهتمامه بالكيمياء،
إرسال تعليق